الحياة جميله وجمالها يكمن في أن كل شيء يمضي. تشرق عليك الشمس من جديد، ويأتي القمر لينير عتمة الظلام، وتسطع النجوم لأجلك. إنك ترى الورود، ترى تغيير الفصول ، ترى البشر وترى إحتفالات. أدركت أنها هديه وبها حكمه.
تتأذى، تتألم، يمكرون بك البشر، لازالت ستعطيك يوم جميل، يوم جديد تعيشه.
الحياة بها الكثير من التقلبات، ولكنها لاتتوقف، بل تمضي ويمضي كل شيء معها..
البتول ناصر
هنالك مصباح إن أضاء بداخلك، لايمكن له أن ينطفئ. هنالك قرار أتخذته ولايمكن أن تتراجع عنه. هنالك نسخه غادرتك ولن تعود..
لاتعود لما كنت عليه في السابق.. بل تتغير للأبد ولا تتراجع أو حتى تلتفت. تغيرك الأحداث، تغيرك الصدمات ولكن هنالك شيء آخر يغير منك كثيراً..
إنه الشفاء.. لاتعود لنسختك القديمه خصوصاً عندما تكون صادق مع نفسك وواعياً بها وبزلاتها وعثراتها.. كُل فعل يصبح غريباً وتبدأ تكتشف نفسك وذاتك من جديد.. تعود كما كنت في طفولتك.. ذلك الإنسان الذي خارجه مبعثر وداخله مستمع، فضولي، مستكشف، متساءل، يعلم قيمة نفسه ومايقدمه للعالم..
تتعرف على ذاتك تعارف سوي، عادل، منصف، تعارف أساسه المحبه والرحمه، أساسه إتصال بالذات، أساسه العدل..
إن ذاتك تتحرر وتتوق للإتصال باللحظة والمصدر.
تصبح ذاتك لاتهوى عقلية المغلوب على أمره، الإتكاليه، الكسل وعقلية الضحيه..
تصبح ذات تتوق للعيش في اللحظه، للخير، للجزء الممتلئ من الكأس..
البتول ناصر 🌸
مافائدة القصور إن لم تبنى على المودة والرحمه؟ مافائدتها عندما لايسكنها الحُب؟ مافائدة الصلاه والصيام والتسبيح إن لم يكن صاحبها عذب اللسان وذا خلق حسن مع أهل بيته ومع من يجتمع بهم. مافائدة الصدقه والإحسان للغريب عندما يعاني أهل بيتك منك ومن تصرفاتك معهم. مافائدة عمل الخير عندما تحلف زوراً وتتمنى الشر والموت لمن هم أتو منك؟
إن ظاهرك لن يخفي ماتخبئه بداخلك مهما طال عمر التصنع، فإن الحياة ستجد طريقها لتريك حقيقتك. لاشيء يأخذ مكان الحُب والإحترام والنقاش الواعي الذي يهدف منه النمو والتطور والتعلم وليس بحجة الإسكات وإغلاق الأفواه, ليس بحجة السيطره وتمثيل دور الأب والأم بصوره خاطئه...
أعيدوا النظر في ذواتكم, في تربيتكم, في محادثتكم مع أولادكم وبناتكم. إسألوا البيوت التي تسكنونها هل صدى جدرانها يعود إليك بالحُب أم بالكراهيه والضغينه؟ هل ترتاح في بيتك وتطمئن بصدق؟ أم تعامل المنزل معاملة المكان الذي تأكل وتنام فيه فقط, وعندما تستيقظ, فأنك تذهب هارباً منه, باحثاً عن الحُب والعطف واللطف في مكانٍ آخر..
البتول ناصر